من اقباط مصر لاقباط المهجر

<HR style="COLOR: #b6d2ed" SIZE=1>

من أقباط مصر لأقباط المهجر
وجه أقباط مصر رسالتين واضحتي المعالم إلي أقباط المهجر لعلهما تكونان درساً مفيداً رغم قسوته وعنفه.
تقول الرسالتان: نحن أقباط مصر.. جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الواحد.. وليس من حق أحد خارج مصر أن يناقش أمورنا خارج أرض الوطن.
رسالتان في يوم واحد ..
* * *

الرسالة الأولي وجهها عدد من أقباط مصر في صورة وقفة احتجاجية أمام مبني نقابة الصحفيين احتجاجاً علي مؤتمر أقباط المهجر المنعقد حالياً في شيكاغو بأمريكا لمناقشة ما وُصفَ بمشكلات الأقباط في مصر!
المتظاهرون أكدوا رفضهم الكامل لهذا المؤتمر ولمناقشة أي شأن من شئونهم خارج مصر.. وأكدوا أنهم جزء من نسيج المجتمع المصري الذي لا يفرق بين مسلم وقبطي في حق المواطنة وفي كثير من الأمور الأخري.. وأن مناقشة أي أمر من أمور الأقباط ينبغي أن يكون داخل مصر وعبر القنوات الشرعية المختصة.
أقباط مصر شددوا في رسالتهم علي أن الذين يدَّعون وجود اضطهاد للأقباط في مصر إنما يريدون الإضرار بمصر وبشعبها.. مسلميه وأقباطه.

* * *

الرسالة الثانية وهي الأقوي والأمضي والأكثر تأثيراً جاءت من البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية نفسه.. في موقف ليس جديداً عليه.
أمس.. قام البابا بتدشين كنيسة الملاك ميخائيل بالأقصر وكنيسة الأم دولاجي بمدينة إسنا.. كما يقوم اليوم بتدشينات أخري في الديرين الأحمر والأبيض.
إن تدشين الكنيستين والأديرة أبلغ رد علي دعاوي بعض أقباط المهجر ومحرضيهم من أمثال سعد الدين "إبراهام" الذين يزعمون أن هناك اضطهاداً للأقباط في مصر وأنهم ممنوعون من إقامة كنائس وأديرة أو إقامة الصلوات.
ها هو البابا نفسه يؤدي صلاته ومعه عدد كبير من رجال الدين المسيحي بمحافظات الصعيد في كنيسة الملاك ميخائيل بالأقصر.. في طمأنينة وأمان وخشوع.
.. وها هو البابا أيضاً يرأس قُدَّاس الصلاة في كنيسة الأم دولاجي أقدم كنائس مصر وتعود إلي القرن الرابع الميلادي.
الكنيسة أقيمت علي أنقاض منزل القديسة الأم دولاجي بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة هي وأبناؤها الأربعة علي يد دقلديانوس بسبب إيمانهم.
.. والكنيسة كانت آيلة للسقوط عام 1982 حتي صدر القرار الجمهوري منذ عام بإعادة بنائها.

* * *

إن زيارة البابا للأقصر وإسنا.. وأداءه للصلاة في الكنيستين بعد تدشينهما.. واستقبال 60 ألف مسلم وقبطي له ثم اللقاء الجماهيري الضخم الذي شهده.. أبلغ رد علي مؤتمر أقباط المهجر.
لو كان عدلي أبادير وسعد "إبراهام" وغيرهما في هذا المؤتمر.. لديهم نزر يسير من الإحساس والشعور.. لشعروا بالخزي والعار وهم يشاهدون البابا في جولته علي شاشات التليفزيون.
لكن للأسف.. فإن ما تجري في عروقهم هي مياه مثلجة وليست دماء.. وقد خلعوا بُرْقُع الحياء مادامت الدولارات تنهال عليهم.. ولا يهم من يدفع ولا لماذا ولا إن كان ما يزعمونه صحيحاً أم لا.. الأهم عندهم تنفيذ مخططات "أسيادهم" وليكن ما يكون.

* * *

اختتم البابا رسالته بصفعة مدوية لمؤتمر أقباط المهجر في صورة محاضرة دينية ألقاها خلال اللقاء الجماهيري الذي حضره بدير القديسين بمدينة الطود جنوب الأقصر.
المحاضرة كانت عن كيفية التعامل مع الآخرين.. وشدد علي أن عالم اليوم في حاجة ماسة إلي نشر قيم التسامح والمحبة وقبول الآخر وإحلالها محل الصراعات والتدمير.
وفي تواضع وإيثار وتأنيب لأقباط المهجر.. قال: إن أي تطوير حدث في الأديرة والكنائس بهذه المدينة لا يعود الفضل فيه لشخصه وإنما للسلطات المحلية والأمنية التي لا تألو جهداً من أجل كفالة الحريات والحقوق لكل الفئات دون تمييز.

* * *

أعتقد أنه بعد هاتين الرسالتين.. فالواجب علي أقباط المهجر ألا يزعموا بأن الأقباط في مصر مضطهدون. أو يدعوا بأن هناك مشكلات تواجههم مع المسلمين.
ها هُم الأقباط والمسلمون معاً في الأقصر وإسنا يحتفلون بميلاد جديد لكنائس وأديرة لتؤدي فيها الصلوات.
.. وها هو رأس الكنيسة الأرثوذ..؟؟::ة يعترف للعالم كله بجهود السلطات المحلية والأمنية في تطوير الأديرة والكنائس.
لو كنت من أبادير أو "إبراهام".. لاعتزلت الحياة السياسية. والاجتماعية.. علي حد سواء.. ولكن.. إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح.. فاصنع ما تشاء!